تـَجـَيـَّشـو بفضلاتهم نحو القلب النابض منذ الاف السنين لغزو جسد سيدتي الناهدة وطعنها بفايروسهم اللعين.
كانت سيدتي، وما تزال، منذ عصور، تبحث عن بشرى سارة، عن خبز حـار، عن سقف امين
كانت سيدتي، وما تزال، منذ عصور، تنشد وتغني لللعودة الى القلب، والى جذور الربيع
كانت سيدتي، وما تزال، منذ عصور، تبحث عن خيمة، عن كلكامشها الوسيم ليمطر جسدها بالورد والرياحين ويملأ فمها الملكوتي فاكهة النهرين ويسقيها خمر عتيق ويسكنها في جنة بلا خريف
كانت سيدتي، وما تزال، منذ عصور، تنتظر كودو ليحط القمر على ميسرها والشمس على ميمنها فلا كودو جاءَ ولا المسيح
فتقاطر الخنازير بقطارهم الفحمي القادم من الشمال والجنوب نحو قلب سيدتي المسجون وتحفروا حفرا، وتشققوا شقوقا ، في جسدها الممتد من اعلى الغصن الى نهاية الحضن وريحهم الصفراء تعصف في سهولها وجبالها
تقاطر الخنازير بعد وليمة دسمة معلنين وصول فايروسهم المعبأ بأنابيبهم "الذهبية" المترنحة برقابهم الخنزيرية
تقاطروا ... كما تقاطرتْ بالامس ِ إنفلاونزا الطيور دون ان تصيبَ جسد سيدتي باذى دون ان تعلن، موت البذور ، في أرضها فتـَوَحـَّشوا لما سقطوا .... تـَسـَرْطـَنـوا قافلين بجيفهم الى مثواهم
فسيدتي أثقل من اسدها البابلي وأشمخ من ثورها الاشوري
سيدتي تبقى النخلة الباسقة تمطر بلحا ذهبيا في كل العصور تضيء لهم كل الدروب وهم يحاولون إطفاء كل الشموع
فينبوع سيدتي، قلبا ينبض في عمق الارض تستريح عيناها مصابيح اصابعها سعف النخيل قلبها بلح أرضها قمح وشعير صوتها اغنية عذبة لكل الفصول والفصول منها هاربة عدا فصل الخريف الذي صار لها كالظل
سيدتي تنتظر العيد لا تنتطر الخنازير لا من قريب ولا من بعيد
سيدتي، الان لا تمطر الحجرا ولا تصنع الخنجرا سيدتي الان ترمينا بالورود سيدتي، تتأمل دوما سيدتي الان تنتظر يوما بعد مخاضها الطويل سيولد اجلا ً ام عاجلاً (أنتي فايروسها) الابدي ... أمين .... ثم امين .... واجعلي كل الخنازير تهلك الى يوم الدين.